مجد الشمس شئ ومجد القمر آخر ومجد النجوم آخر(1كو15: 41)
أنت لاتقدر أن تكون شمساً كن قمراً .. وإلا فكن نجماً.
اقبل أن تكون أصغر شئ إنما يلزمك أن تكون فى السماء.
الثوب موشى بالذهب ، إنه ثوب به فى نسيجه مواد متنوعة متمايز فى تركيبه.
فى الفردوس زهور كثيرة وأشجار متنوعة لكنه الفردوس واحد
هناك الجسد والعين والأصبع، لكنها هذه كلها معاً إنسان واحد.
القديس يوحنا ذهبى الفم
يا خالق البرية كلها؛ التى ترى والتى لاترى،
المعتنى بكل الأشياء لأنـها لك يا سيدنا محب الأنفس.
أستعطفك أيـها القادر على كل شئ، أنا الضعيف،
العاجز غير المفلح بين جميع خدامك
عندما أتقدم … إلى قدس أقداسك وألمس هذا السر المخفى المقدس.
أعطنى يارب: روحك القدوس النار غير الهيولية التى لا يفكر فيـها،
التى تأكل كل الضعيفات وتحرق الموجودات الرديئة
ليميت حواس الجسد التى على الأرض
ويلجم حركات الفهم التى تقوده إلى الخيالات الممتلئة أوجاعاً وآلاما.
وكما يليق بالكهنة يجعلنى فوق كل فكر ميت،
وليجعل فىَّ الكلمات المطهرة لكى أكمل هذا القربان الموضوع
الذى هو سر جميع الأسرار،
وبصحبة وشركة مسيحك
هذا الذى يليق بك معه المجد مع الروح القدس المحيى المساوى لك
الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور .
القديس يوحنا ذهبى الفم
أحدهما رمز للمعمودية ، والآخر للأسرار . إنـه لم يقل : خرج من جنبـه دم وماء ، بل قال : إن الماء خرج أولاً ثم الدم ، حيث أن المعمودية تتم أولاً ، ثم باقى الأسرار . لقد كان الجندى هو الذى فتح جنب المسيح ونقب فى سور الهيكل المقدس ـ أعنى جسدى الرب ـ و أنا الذى وجدت الكنز. اليـهود ذبحوا الضحية ، ولكن أما جنيت ربح الخلاص الذى نتج عن ذبيحتـهم … من كل من الماء والدم نبتت الكنيسة " بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس " (تى 3 : 5) بواسطة المعمودية والأسرار … فقد شكل المسيح كنيستـه من جنبـه تماماً كما شكل حواء من جنب آدم . وهكذا ذكر موسى النبى عن آدم أنـه قال عن حواء " هذه الآن عظم من عظامى ولحم من لحمى " (تك 2 : 23) مشيراً لنا إلى جنب السيد . وتماماً كما حدث أن الله أخذ الضلع من آدم وشكل إمرأة ؛ هكذا أعطانا المسيح دماً وماءً من جنبـه وشكل الكنيسة . وكما أنـه أخذ الضلع من آدم عندما كان فى نوم عميق هكذا الآن أعطانا دماً وماءً بعد موتـه ، الماء أولاً ثم الدم . ولكن ما كان حينئذ نوماً عميقاً هو الآن موت ، وذلك لكى تعلموا أن هذا الموت إنما هو منذ الآن نوم .
أرأيتم كيف أن المسيح يوحد عروسه بذاتـه ؟ أرأيتم بأى طعام يغذينا جميعاً ؟ إنـه نفس الطعام الذى بـه تشكلنا ونتغذى . وكما تغذى المرأة طفلها بدمها ولبنـها ، هكذا أيضاً يغذى المسيح باستمرار الذين أنجبـهم بدمه . وطالما أننا انتفعنا بـهذه العطية العظيمة فلنُظهر غيرة فياضة ، ولنذكر العهد الذى أبرمناه معه … إذ كتب ليس بحبر بل بالروح ، ولا بقلم بل بلساننا كما قال داود النبى
" لسانى قلم كاتب ماهر " ( مزمور 45 : 1 ) .
القديس يوحنا ذهبى الفم