كالمزمار القصبي أنا ضعيف يا رب
نشأت قرب الماء أستقي منه حياة وارتفاعاً واستقامة...
لم يكن لي أن اختار ما سأكون
ولكني أحسست بالشمس والماء والهواء
وكأني بها حناناً وسخاء وروحاً...
كالمزمار القصبي أنا ضعيف يا رب
إذا اشتدت الريح ملت يمينا ويساراً...
لا أستطيع أن أقف بمفردي وأجابه الكل
كنت أنظر إلى البقية وأقول
أنا بعيد كل البعد عن العظمة والقوة والثبات...
كالمزمار القصبيّ أنا ضعيف يا رب
قلت في نفس : لا أنفع شيئاً، لست بهذا الجمال الجذاب
وليس من ينظر اليّ
هكذا ظهرت وهكذا سأضمحل ....
وذات يوم امتدت إليّ يد
أحسست في ردة فعلي الأولى أنها ستقتلعني
ستقتلع مني حتى جذوري
قلت في نفس : لا أنفع شيئاً، لست بهذا الجمال الجذاب
وليس من ينظر اليّ
هكذا ظهرت وهكذا سأضمحل ....
وذات يوم امتدت إليّ يد
أحسست في ردة فعلي الأولى أنها ستقتلعني
ستقتلع مني حتى جذوري
حتى أرضي
حتى كياني...
وراحت تلك اليد تنحت فيّ طرقاً وتفتح ثقوب
كأن الهواء بدأ يدخل فيّ نسمة حب تصل إلى عمق أعماقي
حيث لا يستطيع أحد أن يصل...
وراحت تلك النسمات تعزف فيّ لحناً...
لم أكن أعرف أن تلك النسمات هي نفختك فيّ...
لم أكن أدري أني مهمة بالنسبة لك...
لم أكن أعي كفاية مقدار محبتك لي كما أنا...
كالمزمار القصبيّ أنا بين يديك يا رب...
منذ عشت تلك الخبرة
خبرة عبورك في حياتي
لا أستطيع سوى أن أعزف
لحناً يمجدك...
لا أستطيع سوى أن أرنم
نشيداً يسبحك...
لا أستطيع سوى أن أبقى مزماراً قصبياً ضعيفاً
ولكن بين يديك يا رب