هل الرعاة والمجوس رمز لليهود والأمم
الرعاة والمجوس رمز لليهود والأمم
يشرح القديس أوغسطينوس هذه النقطة فيقول :
كان المجوس أول من آمن من الأمم بالمسيح الرب. ومن الواضح أن أول ثمرة للإيمان بالمسيح بين اليهود كانت الرعاة. أتي الرعاة إليه من قريب، ورأوه في نفس اليوم، إذ وصلت إليهم الأخبار بواسطة الملائكة. أما المجوس، فأتوا من بعيد، وبواسطة النجم. ولكن الإثنين تقابلا عند حجر الزاوية، الذي جعل الإثنين واحداً... البعيدين والقريبين " ( أف 2 : 14 - 17 ). للرعاة قيل " المجد لله في الأعالي "، ومع المجوس تحققت عبارة " السموات تحدث بمجد الله " - مز 19 : 1. الرعاة أتوا من قريب ليروا، والمجوس أتوا من بعيد ليسجدوا. الرعاة وصلتهم النعمة قبل المجوس، ولكن هؤلاء الأخيرين كان لهم إتضاع أكثر. هذا هو التواضع الذي جعل الزيتونة البرية مستحقة لأن تطعم في الزيتونة الأصلية " ( رو 11 : 17 ). وهذا التواضع يمجده الكتاب المقدس فيمن كانوا أمماً أكثر مما في اليهود. ومن أمثلة ذلك ما قيل عن قائد المئة ( متي 8 : 5 - 10 ) وعن المرأة الكنعانية ( متي 15 : 28 ). إن اليهود أظهروا للأمم المسيح الذي لا يرغبون هم أنفسهم في أن يعبدوه. ونلاحظ من جهة المجوس أن عدم رجوعهم من نفس الطريق، يرمز إلي تغيير في الحياة. فالذين يصلون إلي المسيح، لا يرجعون مرة أخري إلي طريقهم الأول.
يعود القديس يوحنا ذهبي الفم فيقول :
" فليخز اليهود الذين أبصروا مجوساً وعجماً قد سبقوهم ولم يأتوا إليه ولا بعد أولئك. وذلك أن ما حدث وقتذاك كان رسماً لما يستأنف كونه : أن الأمم تسبق اليهود... هكذا الذين من بلاد فارس سبقوا الذين كانوا في أورشليم. وهذا المعني ذكره بولس الرسول إذ قال لهم " كان يجب أن تكلموا أنتم أولاً بكلمة الله. ولكن إذ دفعتموها عنكم، وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية، هوذا نتوجه إلي الأمم " ( أع 13 : 46 )... كان واجباً علي اليهود أن يسجدوا مع المجوس ويمجدوا إلههم، لكنهم إرتجفوا وقلقوا. وإستدعي هيرودس المجوس وإستقصي منهم عن وقت ظهور النجم لهم مريداً أن يقتل المولود.