nounna مشرف عام
عدد المساهمات : 767 تاريخ التسجيل : 23/11/2008 العمر : 43
| موضوع: هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشئ الا بالصلاه والصوم الإثنين مارس 02, 2009 1:36 am | |
| [size=21]"هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشئ إلا بالصلاة والصوم " ( مر 9 : 25 – 29 ) ينبغى لنا أن نسمع أقوال ربنا ونحافظ على العمل بها مسرورين . ونكمل أصوامنا وصلواتنا لكى يكللنا بالمواهب الفاضلة ويطرد عنا الشياطين . فإنه كما أن الفلاح إذا نظر إلى قوة الأرض وخلوها من الأعشاب الردية يلقى البذار بكثرة . ويجتهد فى حفظها وصيانتها أجتهاداً بالغاً فيحرسها من الطيور والمواشى وعابرى السبيل وغير ذلك . هكذا إذا رأى سيدنا له المجد طهارة نفوسنا وانسحاق قلوبنا فإنه يحفظنا من الشوائب المضرة . ويدفع عنا المضادين . ويفيض علينا مواهب الروح بغزارة ويعد لنا سعادة النعيم . هكذا أنا اليوم إذا رأيت اجتماعكم فى بيعة الله . واشتياقكم إلى تفهم معانى الاقوال الإلهية . ورغبتكم فى استماع التعاليم الروحية . وأعراضكم عن الأباطيل العالمية فانى أبادر مجتهداً إلى لقاء البذار الصالحة فى اراضى نفوسكم النقية . وإذا كان الناهض منا والطالب لاعمال الفضائل واحداً وهو العقل . والمضادون له كثيرون . فينبغى لنا أن نتيقظ دائماً ونتقلد بأسلحتنا ونتحفظ من أعدائنا . ونمتحن كل ساعة أعمالنا . وننظر هل أعمالنا الصالحة أرجح أم اعمالنا الردية ؟ ونتشبه بذلك الإنسان الفاضل الذى لما كثرت عليه الزلات . وتعب من جهاد الشياطين . صار يضع كل يوم قفتين إحداهما عن يمينه والاخرى عن يساره . فكلما عرض له فكر صالح يضع حجراً فى التى عن يمينه . أو فكر ردئ يضع حجراً فى التى عن يساره . وفى آخر النهار يعد ما فى القفتين من الحجارة . فإن وجد شيئاً من الافكار الردية فأنه يحزن ويكلف نفسه الصوم الطويل والاتعاب الشديدة ويمنعها من الغذاء والرقاد والراحة . ولايزال مواظباً على هذا العمل حتى لا يجد فى قفة الافكار الردية حجراً واحداً . وهكذا ينبغى لنا أن نحاسب ذواتنا . ونتأمل فى أفكارنا . ونجعل على آذاننا اقفالا مانعة من سماع الاقاويل المضرة للنفس . ونضع حراساً على ألسنتنا تمنعنا عن الكلمات الشريرة ونقيم رقباء لافكارنا تنبهنا على ما ينبغى علينا فعله لكى لا نكون كالتهائين فى البحر . حيث يظنون أنهم قاصدون المدينة بينما يكونون سائرين إلى جهة أخرى . فإن قلت ما هو الصوم فى الحقيقة ؟ وهل هو غير الامتناع عن الطعام وقتاً معلوماً ؟ قلت إن الصوم هو الإمساك عن جميع الرذائل . والتمسك بكل الفضائل . وذلك بواسطه منه النفس عن اللذات البدنية كالاطعمة والاشربة وغيرها . وعلى ذلك اسمع قول الله لبنى اسرائيل إذ كانوا يظنون أن الصوم هو الامتناع عن الطعام إلى الليل فقط ثم يقدمون ألوان الاطعمة فيأكلون ويشربون . قال موبخاً لهم : " أمثل هذا يكون صوم أختاره . يوماً يذلل الانسان فيه نفسه يحنى كالاسلة رأسه ويفرش تحته مسحاً ورماداً . هل تسمى هذا صوماً ويوماً مقبولا للرب . أليس هذا صوماً أختاره حل قيود الشر . فك عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير . أليس ان تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين إلى بيتك . إذا رأيت عريانا أن تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك . حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك . حينئذ تدعو فيجيب الرب . تستغيث فيقول هأنذا . إن نزعت من وسطك النير والايماء بالاصبع وكلام الاثم . وأنفقت نفسك الجائع وأشبعت النفس الذليلة يشرق فى الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر . ويقودك الرب على الدوام ويشبع فى الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه . ومنك تبنى الخرب القديمة . تقيم أساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى " ( اش 58 : 5 – 12 ) . فإذا كان هذا قول الله لأولئك الذين مواعيدهم جسدية . فماذا عساه يقول لنا ؟ وإذا كان لم ينظر إلى اصوامهم لخلوها من هذه الفضائل فكيف يعتد بأصوامنا ؟ . وإلى مثل هذه اشار ربنا بقوله فى انجيله هذا اليوم إن " هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشئ إلا بالصلوة والصوم " . فسبيلنا أن ننهض من غفلتنا . ونحافظ على الأصوام المرضية لإلهنا . لنفوز بنعيم ملكوته الأبدى . له المجد إلى الابد . آمين . [/size] | |
|